عن "مازن" و "رورو" وعيد الحب الـ local
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المكان: كافيه سيلانترو بالمعادي
الزمان: 4 نوفمبر (عيد الحب الـlocal )
تجلس "ريم" مرتدية بلوزة فاقعة الاحمرار وكذلك
فعلت بالإيشارب أو الطرحة (زي ما تشوف بقى) في مقعد على شكل نصف دائرة لا
يسع سوى شخصين فقط، وأمامها عصير فراولة -أحمر- ومستقر على الترابيزة
المقابلة لها هدية موضوعة في شنطة حمراء مكتوب عليها بالخط الإنجليزي
المائل happy valentine.
يأتي "مازن" في زيه الجينز التقليدي متأخرا عن موعده بنصف ساعة كاملة
غير حامل في يده أي هدايا فكانت حينها اللحظة الفاصلة التي ضاقت عندها
"ريم" ذرعا فصرخت في وجهه قائلة: هابي فالنتاين يا سيدي......... فرد "مازن" وبكل براءة: أووووف ورحمة تيتة وغلاوة خالتو "سناء" نسيت خالص أنا باحسبه معاد عادي نسيت خالص إنه الفالنتاين........ ترد "ريم" التي ما كان من إجابات حبيبها إلا أن استشاطت لها غضبا أكثر وأكثر قائلة: النهارده نسيت الفالنتاين بكرة تنسى عيد ميلادي بعده تنسى عيد جوازنا......... فيرد "مازن" الذي كست وجهه علامة استفهام كبيرة قائلا : هو إحنا اتجوزنا لسه يا رورو..... فترد رورو بغضب: لو سمحت ما تغيرّش الموضوع...... فيستجيب "مازن" لطلبها ويعود للموضوع: يا
حبيبتي غصب عني وبعدين ما إنتي شوية تقولي لي الفالنتاين يوم 14 فبراير
وشوية تاني تقولي لي 4 نوفمبر ما تيجي أحسن نعمل لنا واحد تالت يكون
متوافق مع عيد ميلادك أهو حتى أوفر في التكاليف شوية.
حمرا يا دنيا حمرا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الفالنتاين أو عيد الحب حالة من اللون الأحمر التي تجتاح مصر مرتين في
العام لدرجة أنك قد تعتقد أنك في إحدى دول الاتحاد السوفيتي سابقا عندما
كانت الشيوعية ما زالت على قيد الحياة في روسيا، الدباديب تتصدر واجهات
المحال -أم أي حاجة بـ 2.5- بس طبعا الكلام دا في أي وقت تاني غير
الفالنتاين فتجد الدبدوب الذي لا يتعدى ثمنه في الأوقات العادية الـ15 ج
تجده بـ40ج وماله؟ كله في سبيل الحب، الشنط والبلوزات والتي شيرتات
والورود كلها حمراء، حمرااء، حمرااااء.
حب ولاّ رغبة في الحب ولاّ مواكبة للحب ولاّ إيييييييه؟
كل هذا جميل ومفيهوش حاجة غلط ولكن يبقى عدد من الأسئلة طالما احترت
أنا شخصيا في تقديم إجابة قاطعة لها وهي: هل حالة الرومانسية التي يغوص
فيها الشباب في عيد الحب بفعل.. الحب.. ولاّ عيد الحب... ولاّ الرغبة في
الحب... ولاّ الحرمان من الحب... ولاّ إييييه؟ تحبّ تستعين بصديق ولا ندّي
أمثلة عشان نفكّ الطلاسم دي؟ على خيرة الله ندّي أمثلة.....
الساعة الثامنة والنصف مساء يوم 3 نوفمبر (ليلة عيد الحب الـ local) يرن هاتف "هاني" فيرد بصوت متحشرج: أيوه يا "مروة" خييير....
ترد "مروة" محاولة رد خيبة الأمل التي كادت تصيبها من فرط اللامبالاة الموجودة في صوت "هاني": إزيك يا حبيبي عامل إيه.. ها.. اتفرجت على الفيلم...
فيرد "هاني" باستغراب: فيلم! فيلم إيه؟...
فترد: فيلم u have got a mail الرومانسي اللي قلت لي هتتفرج عليه معايا.......
هاني: آه، لا والله نسيت خالص معلش هاحاول ألحقه في الإعادة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الساعة السابعة مساء يوم 4 نوفمبر في شارع الحب بالجامعة -هكذا يُسمَى في
كل الجامعات- بينما "هاني" حاملا في يده وردة حمراء وقد أنعم على شعره
بقليل من الجيل الذي نادرا ما يقترب منه ويقول: هابي فالنتاينز داي يا أحلى "مروة" في الدنيا أنا عامل لك سوربرايس محصلتش بصي وراكي.... فتنظر مروة خلفها لتجد تورتة كبيرة مكتوب عليها: هابي فالنتاينز داي "مروة".
كثيرا ما تجد أشخاصا ليسوا رومانسيين أساسا وتتبرأ الرومانسية منهم
براءة الذئب من دم ابن يعقوب ولكن فجأة في أحد يومي 14 فبراير أو 4 نوفمبر
يتحول إلى ميكس "تامر حسني" على "محمد حماقي"... فالبيرفيوم -الريحة يعني
معلش أصلي ابن ناس شوية- لازم تتغير مع مراعاة ضرورة الظهور في طاقم جديد،
بالإضافة للحرص الشديد على حمل وردة حمراء في يده وهدية حمراء دبدوب أو
خلافه المهم يكون أحمر، بينما في الأوقات العادية لا يتذكر حتى كلمة صباح
الخير وأقصى ألوان الرومانسية عنده هي هدية عيد الميلاد اللي من السنة
للسنة وحتى دي "مجبر أخاك لا بطل"، فإذا امتنع فلا مصير له سوى الشبشب أبو
وردة..... ليبقى السؤال: إيه سبب التغيير... علّل افطِنْ يعني؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "علياء" شابة في الرابعة والعشرين من عمرها تعمل في شركة تصدير
واستيراد لم تتزوج وليست مخطوبة تدخل المكتب صباح 4 نوفمبر ممسكة دبدوب
أبيض ملفوف في قماش أحمر تضعه على المكتب لتقوم بتوزيع ورد أحمر على كل من
في المكتب فسألتها إحدى صديقاتها المقربات: خير يا "علياء" إنتي اتخطبتي ولا إيه؟ فتردّ "علياء" بإيماءة مفادها النفي وتقول: هابي فالنتاينز داي عليكم يا جماعة النهارده عيد الحب... قالتها هكذا متبوعة بتنهيدة.. اقتربت منها صديقتها وهمست في أذنها قائلة: إيه الحوار يا بت إنتي ارتبطي وأنا مش عارفة ولاّ إيه... تعود "علياء" لتتنهد من جديد قائلة بمرارة: لا والله أبدا يا رييت.
في أحيان أخرى تجد بنتا لا هي مرتبطة ولا كانت مرتبطة ولا حتى لديها من
أصحابها من هي مرتبطة أو مخطوبة ولكنها مع ذلك تخرج يوم الفالنتاين مرتدية
كل ما هو أحمر في دولاب ملابسها بوردة حمراء داخل لفافة بلاستيكية وتسير
هائمة على وجهها حتى نهاية اليوم.
كلها أسئلة ضاعت إجاباتها... هل الفالنتاين إحساس عام بالرومانسية
يجتاح مشاعر الناس بصرف النظر عن حالتهم الاجتماعية... يعني –حالة حب– على
طريقة "هاني سلامة".. فرّة وبتيجي للناس، أم أنه يتلمس الوتر الحساس عند
الجنسين ممن لم يجد شريك فالنتاينه فبيحبّ على نفسه ويحاول تعويض هذا
الجزء المفقود من خلال رومانسية أحادية الاتجاه –إيه درس الفيزياء اللي
أنا باقوله ده؟!
أم أنه ومن الآخر كده تقليعة وموضة زي بروفايلات "عمرو دياب" في كل
كليب جديد ليه، وزي أغاني "محمد منير" التي تجتاح ألبوماته شوارع العاصمة
وضواحيها كل عام، وذلك من أجل مجاراة المحيطين ومشاركتهم اللون الأحمر
وإذا كان كذلك ومعلش يعني اعتبروني راجل رخم عجوز قاعد في المترو
وبغتِّت.... ليييييه؟
ليه فالنتاين أصلا؟ وليه فالنتاينين؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذه علامة استفهام واحدة لسؤالين مجتمعين ليه فالنتاين أصلا؟ وليه
فالنتاينين؟ رومانسية ماشي، حب وتسبيل وكلام من دا، مفيش مانع.. طب
والفلوس وضعها إيه؟ كما سبق وأن ذكرت من معلوماتي الاستخباراتية أن سعر
الدبدوب اليتيم لا يقل عن 40 ج وطبعا الولد مش هيجيب دبدوب صغير وإلا يبان
بخيل قدام الجو بتاعه فبيجيب الوسط على الأقل يعني العملية مش بتقلّ عن 70
ج... طب ليه؟ طب ما تقول لها كلمتين حلوين وخلاص إيه لازمة المصاريف؟....
واشمعنا دباديب ما هو مش قانون؟...
هذه علامة استفهام واحدة لسؤالين مجتمعين ليه فالنتاين اصلا
وليه فالنتاينين نأتي للسؤال الثاني والأهم: ليه 2 فالنتاين هل على اعتبار
أن الحب لازم له دور تاني اللي ما يحبّش في فبراير يحبّ في نوفمبر؟ طيب
ليه نوفمبر بالذات إشمعنى؟ طيب هل فيه بلاد تانية بخلاف مصر بتحتفل بهذا
الفالنتاين؟... الإجابة لا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تُرجِع بعض الروايات جذور الفالنتاين العالمي إلى القس "فالنتاين"
الذي كان يصرُّ على تزويج الشباب في كنيسته سرا بعدما أمر الإمبراطور
الروماني وقتها بعدم زواج الشباب؛ لأن العزاب أشد بأسا في الحرب من
المتزوجين، واستمر القس "فالنتاين" على هذا الوضع حتى كشف أمره فأودعه
الإمبراطور السجن في انتظار الإعدام وهناك تعرف على ابنة أحد الحراس التي
كانت مريضة بالقلب وطلب منه الحارس أن يشفيها ففعل ووقع في غرامها وقبل أن
يأتي موعد الإعدام أرسل لها بطاقة مكتوب فيها: "من المخلص فالنتاين".
هذه رواية والروايات كثيرة في هذا الشأن، المهم أن هناك روايات قد تصيب
إحداها وتخطئ الأخرى ولكن أين روايات الفالنتاين المصري ما أصوله وما
جذوره بخلاف أن الكاتب الكبير "مصطفى أمين" هو من سبق وأن دعا لعمل عيد حب
مصري خالص وما سر اختيار هذا اليوم بالتحديد؟ هل يتمتع بنفس شعبية
الفالنتاين الأوربي؟ هل تحتفل -أو تحتفلين- بأحدهما دون الآخر أم تحتفل
بكلاهما؟ طب وليه أصلا خاصة وإن أغلبية الشعب المصري حالته المادية يعني
-إحنا عارفين بقى- طيب هيحصل إيه لو اتفقنا ما نحتفلش بيه إيه اللي هيجرى؟
هل الرومانسية هتفضل موجودة والحب سيظل موجودا أم أن الفلوس ضرورة لإشعال
فتيل الحب؟....... لو كنت فالنتايني أو فالنتاينية إدّينا رأيك.